بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
اللهم عجل لوليك الفرج
(ذم الغرور)
الغرور والغفلة منبع كل هلكة وام كل شقاوة، ولذا ورد فيه الذم الشديد في الآيات والأخبار، قال الله ـ سبحانه ـ
"
فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور "وقال عز وجل " ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور "
وقال رسول الله (ص):
" حبذا نوم الاكياس وفطرهم، كيف يغبنون سهر الحمقى واجتهادهم، ولمثقال ذرة من صاحب تقوى ويقين افضل من ملء الأرض من المغترين ".
وقال الصادق (ع): " المغرور في الدنيا مسكين، وفي الآخرة مغبون، لانه باع الافضل بالادنى، ولا تعجب من نفسك، فربما اغتررت بمالك وصحة جسدك ان لعلك تبقى. وربما اغتررت بطول عمرك واولادك واصحابك لعلك تنجو بهم. وربما اغتررت بجمالك ومنيتك واصابتك مأمولك وهواك، فظننت انك صادق ومصيب. وربما اغتررت بما ترى من الندم على تقصيرك في العبادة، ولعل الله يعلم من قلبك بخلاف ذلك. وربما اقمت نفسك على العبادة متكلفا والله يريد الاخلاص. وربما افتخرت بعلمك ونسبك، وانت غافل عن مضمرات ما في غيب الله تعالى. وربما توهمت انك تدعو الله وانت تدعو سواه. وربما حسبت انك ناصح لخلق وانت تريدهم لنفسك ان يميلوا إليك. وربما ذممت نفسك وانت تمدحها على الحقيقة
جامع السعادات
الجزء الثالث
العلامة محمد مهدي النراقي