قبْلَ الغروبِ
وتحتَ ظلِ شجيرةٍ
طافَ الرّبيعُ بغصنِها الفينانِ
حطّ اليمامُ على الغصونِ برقةٍ
ويَلُفّنا عبقُ الزهورِ فننتشي
في سحرِه تتعانقُ العينانِ
جلستْ وفي أحداقِها
ساحٌ فسيحٌ للوغى
أمنٌ وخوفٌ في الهوى ضدانِ
قالتْ حبيبي يا هوايَ وملجئي
ومَليكَ قلبي في الغرامِ
ومُلْهمي وزماني
ما بالُ كل العاشقين تفرقوا
حطّ النّوى برحالهِ
بعد الغرامِ تقاذفتهمْ
لوعةُ الحرمانِ
أخشى علينا منْ مصيرٍ مظلمٍ
من مُبغِضٍ
أودى بمنْ همْ قبلنا
يُودي بنا لمواقدِ النيرانِ
عبثتْ يداي بخصلةٍ منْ شعرِها
وعلى مياسمِ ثغرِها
أوْدعتُها قُبَلاً تبوحُ بكلِ ما أشجاني
وجعلتُها بين الضلوعِ يمامةً
وأحطتُها
ومسحْتُ دمعاً همّ بالجريانِ
خبّرتُها أنّ الهوى قاضٍ
وحينَ يَخطُ حُكماً يذعنُ الطرفانِِ
والحبُ بينَ العاشقين مخلدٌ
إنْ باعدتْ جسداً تصاريفُ القدرْ
فالحبُ باقٍ ساكنُ الوجدانِ
ودعي الهواجسَ واعلمي
إنْ فرقتنا في الهوى أقدارُنا
يوماً ستجمعُنا يدُ الرحمنِ
للمزيد من مواضيعي