عالم من الفنتازيا يجمع كل المتناقضات عالم يسبح في بحر الوهم والخيال لكنه قد يلامس صفو الحقيقه في بعض شعابها زواره من كل الفئات صنعوا لانفسهم عالما خاصا يشبع رغباتهم ويقتل مللهم ويقضي وقتهم فهم فيه فرسانا واباطرة او نواعس او غيد حسان يضعون الاقنعه على وجه الحقيقه ويلبسون ثيابا غير ثيابهم ويمرحون ويحزنون حتى كانك تراهم يتسامرون في غرف يعشقونها ويشبعون نهمهم بافكار يطرحونها يبحثون عن الامل فلا يملكونه ويصنعون الحب ولا يعشقونه يرحلون في عالمهم ولا يحملون سوى زاد الحرف والكلمه فهم ابطال الكلام في عالم لا ينام 0
حكايات تشبه حكايات الف ليلة وليله ومهاترات تنقل كل ما يحدث في الشارع العراقي
ونقاشات طويله ومزاح وقفشات وقصائد عن الحب والحنين عن الوطن وعن الحبيب كان لي رحله في اروقة بعض مواقع الدردشه العراقيه واستطلاع اراء بعض روادها وبعض ممن ادمنوا هذه الحياة وبعض ممن تركوا العراق واصبحت الدردشة عالم يجمعهم باهل بيتهم ويخفف عنهم وطأة غربتهم 0
وكان اول لقاء مع الانسه ريما وهي من الاسماء المعروفه في احد مواقع الدردشه العراقيه وهي عراقيه مهاجره تقيم في نيوزلنده تبلغ من العمر 20 عاما اجابت على سؤال حول اسباب دخولها الجات قائلة : غادرنا العراق من ثلاث سنوات ولما كانت الغربه وصعوبة الاتصال بالاهل والاصدقاء والشعر الدائم بالفراغ والملل وخاصة في ايام الاجازه من الدراسه والعطل لجأت للدردشه للترفيه وقضاء الوقت والتعرف على بعض الاصدقاء من اهلنا في العراق او غيرهم وقالت مضى على دخولي (الشات) عامان ونصف وهي لا تشعر بالندم كونها تقضي اوقاتا طويله فيه دون معارضه من الاهل وهي تقول انها في ايام الاجازه تقضي من 5-6 ساعات يوميا وهي لا تحصل على اي فائده تذكر سوى التعرف على الاصدقاء الجدد والتواصل معهم ومعرفة اخبار الدار وتقول ان نسبة الواقعيه في الدردشه تكاد تكون معدومه ولا تتعدى20%0
وفي حوار مع احد رواد الدردشه المعروفين وصاحب الاسم الجميل ( وفي خانه زمانه ) وهو موظف في احد مصافي النفط العراقيه يبلغ من العمر 29 سنه متزوج وحين بادرته بالسؤال هل توافق زوجتك على دخولك الدردشه اجاب انها موافقه ولكن على مضض ويقول انه يدخل منذ خمس سنوات انقطع فتره ثم عاد من جديد ويقضي وقت فراغه وساعات الملل في الدردشه ولديه الكثير من الاصدقاء من شتى بقاع الارض يتواصل معهم وهو لا يفكر تكوين علاقات عاطفيه سيما وهو مره بتجربه عاطفيه في الدردشه ولا يحب ان يكررها وقد ضحك عندما سالته عن (التسطيح) وهي مفرده لمن يفتح نافذه خاصه مع احد فاجاب انه لا يستعمل الخاص الا للحالات الضروريه ويقول ان الحب في الدردشه نسبة الفشل فيه 99% لان مبني على الوهم والخداع والرؤيه المحدوده ويستغرب من الفتيات كيف يصدقن هذا الامر وهن يدركن ان حب ناقص مبني على الاكاذيب واردف قائلا دخول الدردشه يشبه الادمان ولكن يمكن ان تتوقف اذا وجدت البديل0
واستطعت أن أحصل على بعض القصص والحكايات التي حصلت وتحصل كل يوم في الدردشه وهي كثيره واغلبها قصص غرام وهميه وشخصيات تبحث عن ما حرمت منه في الحياة او ممن فاتهم قطار العمر من نساء ورجال فقد علمنا ان نسبه كبيره مممن تتجاوز اعمارهم 30 سنه نساءا ورجالا متزوجين او مطلقين يدخلون هذا العالم بحثا عن المتعه اوالتعويض عن مركبات نقص في حياتهم او شعراء مغمورين يكتبون ابياتهم او ابيات وقصايد ليست لهم يتبجحون بها ومراهقين يتربصون الفرص حتى يتعرفوا الى فتاة في الخارج حتى يحصل على اقامة او زواج يساعده على السفر وهناك ممن يدخلون ليحصل او تحصل على بطاقة رصيد وهناك من يرمي رقم هاتفه الجوال او بريده الالكتروني لعل احد الفتيات تضيفه او تتصل به والاغرب انه يحصل ذلك وعجبي كيف يسهر الشباب وخاصة الفتيات الى ساعات متاخره دون رقيب من اهل وهم يكونون العلاقات ويتبادلون الايميلات والتلفونات ان عالم النت عالم فسيح متناهي الاطراف ممكن ان تغترف منه العلم والمعلومات والفائده فقد اصبحت المعلومات في متناول يدك وممكن ان تجعل من هذا الاختراع هما ووبالا عليك فكثير من المشاكل كان سببها سوء الاستخدام وسوء التصرف واللامسؤوليه وضعف الرقابه والتوعيه في البيت والمدرسه 0
وتبقى الدردشه تحمل عنوان دردش وفرفش وانتعش ولكن احذر دائما من الغش0